يصح إطلاق لفظة (شيء) على الله عَزَّ وجَلَّ أو على صفة من صفاته ، لكن لا يقال : (الشيء) اسم من أسمائه تعالى.
• الدليل من الكتاب :
1- قولـه تعالى :
«قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ» [الأنعام : 19 ].
2- وقولـه :
«كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ» [القصص : 88].والوجه صفةٌ ذاتيةٌ لله تعالى.
3- وقولـه :
«أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ».[الأنعام : 93] ، والقرآن كلام الله ، وهو صفةٌ من صفاته ، والقول في الصفة كالقول في الذات.
• الدليل من السنة :
حديث سهل بن سعد رضي الله عنه ؛ قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل :
«أمعك من القرآن شيْءٌ ؟».قال : نعم.سورة كذا وسورة كذا ؛ لسُوَرٍ سمَّاها. رواه البخاري (7417).
قال البخاري في كتاب التوحيد من ((صحيحه)) :
باب : «قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلْ اللهُ» ، فسمى الله تعالى نفسه شيئاً ، وسمى النبي صلى الله عليه وسلم القرآن شيئاً ، وهو صفةٌ من صفات الله ، وقال : «كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ» (ثم أورد حديثَ سهلٍ السابق
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((مجموع الفتاوى))((6/142)) :
ويفرق بين دعائه والإخبار عنه ؛ فلا يدعى إلاَّ بالأسماء الحسنى ، وأما الإخبار عنه ؛ فلا يكون باسم سيء ، لكن قد يكون باسم حسن ، أو باسم ليس بسيء ، وإن لم يحكم بحسنه ؛ مثل اسم شيء ، وذات ، وموجود
وانظر ((مجموع الفتاوى)) أيضاً (9/300-301).
وقال ابن القيم في ((بدائع الفوائد)) (1/162) :
ما يطلق عليه في باب الأسماء والصفات توقيفي ، وما يطلق عليه من الأخبار لا يجب أن يكون توقيفيَّاً ؛ كالقديم ، والشيء ، والموجود
المصدر: كتاب "صِفَاتُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْوَارِدَةُ فِي الْكِتَابِ وَ السُّنَّة"ِ