الرؤية - كالبصر والنظر- صفةٌ ذاتيةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالكتاب والسنة
• الدليل من الكتاب :
1- قولـه تعالى :
«إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى» [طه : 46].
2- وقولـه :
«أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ يَرَى» [العلق : 14].
• الدليل من السنة :
1- حديث جبريل المشهور وفيه :
« قال : ما الإحسان ؟ قال : أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ؛ فإنه يراك » رواه : البخاري (50) ، ومسلم (9) ؛ من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.ورواه مسلم أيضاً من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
2- قول أنس بن النضر رضي الله عنه في غزوة أحد :
« لئن الله أشهدني قتال المشركين ؛ لَيرَيَنَّ الله ما أصنع » رواه البخاري (2805) ، ورواه مسلم (1903) بلفظ : ” ليراني الله “.
قـال قَوَّامُ السُّـنَّة الأصبهاني في (( الحجة )) (1/181) :
قال الله تعالى : «وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا» ، وقال : «تَجْري بِأَعْيُنِنَا» ، وقال : «وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي» ، وقال : «وَاصْبِرْ لِحُكمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا» ؛ فواجب على كل مؤمن أن يثبت من صفات الله عَزَّ وجَلَّ ما أثبته الله لنفسه ، وليس بمؤمن من ينفي عن الله ما أثبته الله لنفسه في كتابه ؛ فرؤية الخالق لا تكون كرؤية المخلوق ، وسمع الخالق لا يكون كسمع المخلوق ، قال الله تعالى : «فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُـونَ»، وليس رؤية الله تعالى أعمال بني آدم كرؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم والمؤمنـين ، وإن كان اسم الرؤية يقع على الجميع ، وقال تعالى : «يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لا يَسْمَعُ وَلا يُبْصِرُ» ، جل وتعالى عن أن يشبه صفة شيء من خلقه صفته ، أو فعل أحد من خلقه فعله ؛ فالله تعالى يرى ما تحت الثرى ، وما تحت الأرض السابعة السفلى ، وما في السماوات العلى ، لا يغيب عن بصره شيء من ذلك ولا يخفي ؛ يرى ما في جوف البحار ولججها كما يرى ما في السموات ، وبنو آدم يرون ما قرب من أبصارهم ، ولا تدرك أبصارهم ما يبعد منهم ، لا يدرك بصر أحد من الآدميين ما يكون بينه وبينه حجاب ، وقد تتفق الأسامي وتختلف المعاني
المصدر: كتاب "صِفَاتُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْوَارِدَةُ فِي الْكِتَابِ وَ السُّنَّة"ِ