وقال ابن القيم في ((النونية))(2/95) :
جَبْرُ الضَّعِيفِ وكُلُّ قَلْبٍ قد غَدَاَ -- ذَا كَسْرَةٍ فَالجَبْرُ مِنْهُ دَانِ
والثَّاني جَبْرُ القَهْرِ بِالعِزِّ الَّذي -- لا يَنْبَغِي لِسِوَاهُ مِنْ إِنْسَانِ
ولَهُ مُسَمَّىً ثَالِثٌ وَهُوَ العُلُـ -- ـوَ فَلَيْسَ يَدْنُو مِنْهُ مِنْ إِنْسَانِ
مِنْ قولـهم جَبَّارةٌ للنَّخْلَةِ العُلْيَا -- التي فاتَتْ لِكُلِّ بَنَانِ
قال الهرَّاس في شرحه لهذه الأبيات :
أحدها : أنه الذي يجبر ضعف الضعفاء من عباده ، ويجبر كسر القلوب المنكسرة من أجله، الخاضعة لعظمته وجلاله ؛ فكم جبر سبحانه من كسير ، وأغنى من فقير ، وأعز من ذليل ، وأزال من شدة ، ويسر من عسير ؟ وكم جبر من مصاب ، فوفقه للثبات والصبر ، وأعاضه من مصابه أعظم الأجر ؟ فحقيقة هذا الجبر هو إصلاح حال العبد بتخليصه من شدته ودفع المكاره عنه.
المعنى [الثاني] : أنه القهار ، دانَ كلُّ شيء لعظمته ، وخضع كل مخلوق لجبروته وعزته ؛ فهو يجبر عباده على ما أراد مما اقتضته حكمته ومشيئته ؛ فلا يستطيعون الفكاك منه.
والثالث : أنه العلي بذاته فوق جميع خلقه ؛ فلا يستطيع أحد منهم أنَّ يدنو منه
وقد ذكر العلامة الشيخ السعدي -رحمه الله- أنَّ له معنى رابعاً ، وهو