الرَّوح ؛ بفتح الراء وسكون الواو ؛ بمعنى : الرحمة ، ونسيم الريح ، والراحة (انظر : ((لسان العرب)) ) ، وعلى المعنى الأول تكون صفة لله عزَّ وجلَّ.
• ورود (رَوْح) بمعنى (رحمة) في القرآن الكريم :
قولـه تعالى :
«وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ» [يوسف : 87].
• ورود لفظة (رَوْح) في السنة :
حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعاً
«الريح من رَوْح اللهِ…». حديث صحيح. رواه : أبو داود (5075) ، وابن ماجه (3727) ، وأحمد (7619 – شاكر) ، وغيرهم ، وانظر : ”الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين“ (1417).
قال ابن جرير في ((التفسير)) (16/232 – شاكر) :
«إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ» ؛ يقول : لا يقنط من فرجه ورحمته ويقطع رجاءه منه
ثم نقل بسنده عن قتادة قولـه :
«وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ» ؛ أي : من رحمته.
وقال البغوي :
«مِنْ رَوْحِ اللهِ» ؛ أي : من رحمة الله ، وقيل : من فَرَجِه
وقال السعدي في تفسير الآية أيضاً (4/27) :
«وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ» ؛ فإن الرجاء يوجب للعبد السعي والاجتهاد فيما رجاه ، والإياس يوجب له التثاقل والتباطؤ ، وأولى ما رجا العباد فضل الله وإحسانه ورحمته ورّوْحه. «إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ» ، فإنهم لكفرهم يستَبعدون رحمته ، ورحمته بعيدة منهم ، فلا تتشبَّهوا بالكافرين ، ودلَّ هذا على أنه بحسب إيمان العبد يكون رجاؤه لرحمة الله وروحه
و(رَوْح) هنا إما بمعنى رحمة أو هي نسيم الريح ، وعلى الأول تكون صفة ، وعلى الثاني تكون من إضافة المخلوق لله عزَّ وجلَّ.
قال ابن الأثير في ((النهاية)) (2/272) :
وفيه : «الريح من رَوح الله» ؛ أي: من رحمته بعباده
وقال النووي في ((الأذكار)) (ص 232) :
(من روح الله) ؛ هو بفتح الراء، قال العلماء : أي : من رحمة الله بعباده
وقال شمس الحق العظيم آبادي في ((عون المعبود)) (14/3) :
«الريح من رَوح الله» ؛ بفتح الراء ؛ بمعنى الرحمة ؛ كما في قولـه تعالى : «وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلا الْقَوْمُ الكَافِرُونَ»
وقال أحمد شاكر في ((شرحه للمسند)) (13/144) :
وقولـه : «من رَوح الله» ؛ بفتح الراء وسكون الواو ؛ أي : من رحمته بعباده
وبنحوه قال الألباني -رحمه الله- في ((الكلم الطيب)) (153).
ولشيخ الإسلام تفسير آخر للحديث ، سيأتي ذكره قريباً في لفظة (رُوح) ؛ بالضم ، وكأنه جعل لفظ الحديث : «الريح من رُوحِ الله».
المصدر: كتاب "صِفَاتُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْوَارِدَةُ فِي الْكِتَابِ وَ السُّنَّة"ِ