التقرب أو القرب والدُّنو من صفات الله الفعلية الاختيارية ، ثابتة لـه بالكتاب والسنة. و (القريب) اسم من أسمائه تعالى.
• الدليل من الكتاب :
1- قولـه تعالى :
«وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِ» [البقرة : 186].
2- و قولـه تعالى:
«فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيـبٌ مُجِيب» [هود : 61]
• الدليل من السنة :
1- حديث :
« من تقرَّب مني شبراً ؛ تقرَّبتُ منه ذراعاً ، ومن تقرَّب مني ذراعاً ؛ تقرَّبتُ منه باعاً». رواه : البخاري (7405) ، ومسلم (2675) ؛ من حديث أبي هريرة ، ومسلم (2687) من حديث أبي ذر رضي الله عنهما.
2- حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه :
«أيها الناس ! اربعوا على أنفسكم ، إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً ، ولكن تدعون سميعاً قريباً ، إنَّ الذي تدعون أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته». رواه مسلم (2704).
3- حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعاً :
«ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة». رواه مسلم (1348).
اعلم أنَّ أهل السنة والجماعة من السلف وأهل الحديث يعتقدون أنَّ الله عَزَّ وجَلَّ قريب من عباده حقيقة كما يليق بجلاله وعظمته ، وهو مستوٍ على عرشه ، بائنٌ من خلقه ، وأنه يتقرَّب إليهم حقيقة ، ويدنو منهم حقيقة ، ولكنهم لا يفسرون كلَّ قربٍ وَرَدَ لفظه في القرآن أو السنة بالقرب الحقيقي ؛ فقد يكون القرب قرب الملائكة ، وذلك حسب سياق اللفظ.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الفتاوى)) (5/466) :
وأما دنوه وتقربه من بعض عباده ؛ فهذا يثبته من يثبت قيام الأفعال الاختيارية بنفسه ، ومجيئه يوم القيامة ، ونزوله ، واستواءه على العرش ، وهذا مذهب أئمة السلف وأئمة الإسلام المشهورين وأهل الحديث ، والنقل عنهم بذلك متواتر
ويقول في موضعٍ آخر من ((الفتاوي)) (6/14) :
ولا يلزم من جواز القرب عليه أن يكون كل موضع ذكر فيه قربه يراد به قربه بنفسه ، بل يبقى هذا من الأمور الجائزة ، وينظر في النص الوارد ، فإن دل على هذا ؛ حُمل عليه ، وإن دل على هذا ؛ حُمل عليه ، وهذا كما تقدم في لفظ الإتيان والمجيء
وقد أطال الكلام رحمه الله على هذه المسألة بما لا مزيد عليه ، وانظر إن شئت المواضع التالية (5/232-237 ، 240-241 ، 247-248 ، 459-467 ، 494-514) ، (6/5 ، 8 ، 12-14 ، 19-25 ، 30-32 ، 76) ، وانظر : ((القواعد المثلى)) للشيخ ابن عثيمين (المثال الحادي عشر والثاني عشر).
المصدر: كتاب "صِفَاتُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْوَارِدَةُ فِي الْكِتَابِ وَ السُّنَّة"ِ