صفةٌ لله عَزَّ وجَلَّ.
كما قال في محكم تَنْزِيله
«أَلا لَهُ الخَلقُ وَالأمْرُ» (الأعراف : 54) ؛ إلا أنَّ هذا لا يعني أنه كلما ذكرت كلمة (الأمر) في الكتاب أو السنة مضافة إلى الله ؛ مثل (أمر الله) أو (الأمر لله) ؛ أنها صفة له.
لذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ((الفتاوى)) (6/17) مثبتاً لهذه الصفة ومنبهاً لهذه القاعدة بقولـه :
لفظة (الأمر) ؛ فإن الله تعالى لما أخبر بقولـه : «إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ»، وقـال : «أَلا لَهُ الخَلقُ وَالأمْرُ»، واستدل طوائف من السلف على أنَّ الأمر غير مخلوق، بل هو كلامه ، وصفة من صفاته بهذه الآية وغيرها ؛ صار كثير من الناس يطرد ذلك في لفظ الأمر حيث ورد ، فيجعله صفة ، طرداً للدلالة ، ويجعل دلالته على غير الصفة نقضاً لها ، وليس الأمر كذلك ؛ فبينت في بعض رسائلي أنَّ الأمر وغيره من الصفات يطلق على الصفة تارة وعلى متعلقها أخرى ؛ فالرحمة صفة لله ، ويسمى ما خلق رحمة ، والقدرة من صفات الله تعالى ، ويسمى المقدور قدرة ، ويسمى تعلقها بالمقدور قدرة ، والخلق من صفات الله تعالى ، ويسمى (المخلوق) خلقاً ، والعلم من صفات الله ، ويسمى المعلوم أو المتعلِّق علماً ؛ فتارة يراد الصفة ، وتارة يراد متعلقها ، وتارة يراد نفس التعلُّق
وقال أبو الحسن الأشعري في ((رسالة إلى أهل الثغر)) (ص 221) :
وأجمعوا على أنَّ أمره عَزَّ وجَلَّ وقولـه غير محدث ولا مخلوق ، وقد دلَّ الله تعالى على صحة ذلك بقولـه تعالى : «أَلا لَهُ الخَلقُ وَالأَمْرُ»
المصدر: كتاب "صِفَاتُ اللهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْوَارِدَةُ فِي الْكِتَابِ وَ السُّنَّة"ِ